الحسكة تستذكر جودي وتحيي مراسم استشهاده

الحسكة / فرهاد شامي- شيندا روج

بمبادرة من مؤسسة عوائل الشهداء أُقيم في مدينة الحسكة مساء الأربعاء مراسم عزاء في عضو اللجنة التنفيدية لمنظومة المجتمع الكردستاني وعضو مجلس حزب العمال الكردستاني "رستم جودي" وذلك في حيّ الصالحية/موقف هرشو.

هذا وفور نصب الخيمة المخصصة لإقامة المراسم في الساعة الحادية عشرة صباحاً توافد المئات من الكردستانيين وأصدقائهم من العرب والآشوريين؛ لاستذكار "جودي" وتقديم واجب العزاء لأهله ولرفاقه، فيما أقيم فعاليات المراسم في تمام الساعة السادسة مساء بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل حقوق الشعب الكردي، ثم عُرِض فلم قصير لحديث مصوّر كان قد أدلى بها "جودي" قبيل استشهاده بأشهر، ومقاطع مصوّرة من فعاليات المراسم الرسمية المهيبة التي أقيمت لاستشهاده في "سري كانيه" في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

وقد القى حكم خلو عضو مؤسسة عوائل الشهداء في غرب كردستان كلمة رحب فيها بالحضور من الكردستانيين والعرب وأعضاء المنظّمة الآثورية الديمقراطية الذين تواجدوا حتى نهاية المراسم، ثم أشار خلو إلى مكانة الشهداء في حركة التحرر الكردستانية وفي هذا الصدد قال: "الشهداء بالنسبة لحركتنا يمثّلون ثقافة الحريّة؛ لأن الحريّة مرتبطة بشكل أساسي بتضحياتهم، إنهم القوّة والقيادة المعنوية لشعبنا، ولا يمكن لأحد أن يجد في حركتنا مرحلة بدون شهداء، فكما كان هناك شهداء مقاومة السجون والمتمثلة في شهادة "مظلوم دوغان" وشهداء مقاومة ذرى الجبال المتمثلة في استشهاد "عكيد" اليوم نفتح صفحة جديدة من المقاومة باستشهاد كوكبة من قياداتنا ومنهم الشهيد "رستم جودي" كونَ مجتمعاتنا تمرّ بمرحلة حسّاسة تقاوم فيها للانتقال من أنظمة دكتاتورية قمعية ذات لون واحد وقومية واحدة إلى مجتمعات ديمقراطية تعددية أساسها إرادة الشعب وتمثيله الحقيقي".

وتوقّف خلو عند الصفات القيادية لجودي التي أهلّته ليغدو اليوم نموذجاً حيّاً في المقاومة وفي ذلك قال "استشهاد جودي لهوَ خسارة كبيرة لنا جميعاً لما تميّز به "جودي" من صفات قيادية جسّدها على مدى 24 عاماً من نضاله على ذرى الجبال وفي معظم المدن والقرى الكردستانية، فهو الإنسان الخلوق وصاحب المبدأ المقاوم، والموقف الجريء في أصعب الظروف. "رستم جودي" ابن عائلة "واشو كاني" عاصمة الميتانيين لم تأتي استشهاده من فراغ إنما جاءت استكمالاً لمقاومة حضارات الشرق الأوسط للانعتاق نحو الحريّة، لذا حتى نكون لائقين باستشهاده يجب مواصلة الطريق الذي اختاروه هو ورفاقه الشهداء المتمثّل في طريق الحريّة ولا شيء سواها".

أما كلمة عائلة الشهيد فقد ألقاها شقيقته "فاطمة أوصمان" قالت فيها "إن الشهداء هم شهداء الشعب الكردي جميعهم، وهم أبنائهم الأكثر احتراماً ومحبّة كونهم يمثّلون تطلعاتهم في الوصول إلى الحقوق المغتصبة، وإذا كانت هناك ثورات شعبية هنا وهناك فهو بسبب ميراث المقاومة الذي تركه الشهداء خلفهم، فالدولة التركية كانت تقول دائماً بأنهم أبادوا الشعب الكردي وكسروا أعينهم عندما أعدمت الشهيد "مظلوم دوغان" ولكننا وجدنا العكس حيث ثار الآلاف في وجه الطغمة الحاكمة على كردستان، وعند استشهاد "عكيد" وجدنا أيضاً انضمام الآلاف إلى صفوف "الكريلا" المقاومة للفكر الشوفيني التركي، وباستشهاد "رستم" وجدنا أكثر من مثال حيّ للارتباط بقيمهم الفكرية والمعنوية حيث مثّلت المراسيم المهيبة التي أقيمت في "سري كانيه" وتواصلها في معظم الكردستانية خير مثال على ذلك، ناهيك عن عملية "جلي" الانتقامية والتي جسّدت ثقافة السير في طريق الشهداء والمقاومة".

"فاطمة أوصمان" التي بدت باستشهاد "جودي" أقوى أكثر وأكثر صلابة في مواقفها الوطنية المعروفة عاهدت الشعب الكردي والقائد "عبد الله أوجلان" على السير خلف قيم الشهداء حتى تحقيق النصر وحريّة "أوجلان"، ومن ثم قرأت قصائدٍ من الشعر الكردي الثوري ألهبت حماس الحضور الذين لم يتوانى في ترديد الشعارات التي تحيي قيم الشهادة والشهيد "رستم" وتنادي بحياة "أوجلان" وتطالب بالحريّة.

وفي سياقٍ متّصل عُرض في المراسم الرسالة المصوّرة التي بعث بها "مراد قرايلان" رئيس اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني إلى عائلة الشهيد وعموم الشعب الكردي، وقامت بعرضها فضائية ROJ TV، والتي تمحورت حول عملية استشهاد "جودي" وما نتجت عنه من ألمٍ كبير ألمّ بالشعب الكردي وبقيادة الحركة الكردستانية، والتي تطرّقت في جزء هام منها إلى شخصية "رستم" القيادية والفكرية والأيديولوجية وأيضاً العسكرية، والساحات النضالية التي ناضل بها في سبيل تقوية النضال هناك، وما ترتب من فراغ خلّفه "جودي" باستشهاده، وأيضاً تم التركيز على تجديد العهد في مواصلة النضال حتى يتم بلوغ رسالة الشهداء وأهدافهم في الحريّ واسترجاع الحقوق".

كما القت كلمات كل من حركة المجتمع الديمقراطي ,اللجنة التنفيذية في حزب الاتحاد الديمقراطي، ومنسقية اتحاد ستار النسائي ايضا في المراسم.

هذا وتخللت المراسم قراءة أبيات من الشعر والأغاني الكردية الثورية التي تحيي الشهيد وتنادي بضرورة مواصلة نضالهم، فيما زيّن مكان المراسم بصور "جودي" والشهداء، وكذلك بأعلام حزب العمال الكردستاني وحركة المجتمع الديمقراطي، ومنظومة المجتمع الكردستاني.

والجدير ذكره أنه حضر إلى مكان إقامة المراسم المرشحين لخوض انتخابات المجلس الوطني والذين عاهدوا عائلة الشهيد والشعب الكردي على السير في درب الشهداء حتى الوصول إلى الحريّة المنشودة.