أكدت عائلة مواطن أردني متهم من قبل السلطات السورية بالتجسس لصالح إسرائيل، أن الاعترافات التي أدلى بها إياد يوسف النعيم في التلفزيون السوري غير صحيحة، مشيرة إلى أن الاعترافات التي بثتها الفضائية السورية نُزعت منه بالإكراه.
ونقلت صحيفة الغد الأردنية في عددها الصادر أمس الثلاثاء عن شقيقيْ المواطن الأردني من أصول فلسطينية، تأكيدهما أن الاعترافات التي أدلى بها أخوهما مليئة بالمغالطات و"تكشف زيف ادعاءات السلطات السورية"، حسب تعبيرهما.
وكشف أحمد النعيم الشقيق الأكبر للمتهم، أن الاعترافات التي أدلى بها شقيقه عبر التلفزيون السوري تُجانب الحقائق، حيث قال إياد في اعترافاته إن طريق تجنيده في الموساد الإسرائيلي بدأ عام 2005 حينما أخذ إجازة من عمله في الأردن ليقوم بالسفر إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية، لحضور حفل زفاف شقيقته. في حين عرض أحمد في مقابلة مصورة أجرتها معه الصحيفة ونشرتها على موقعها على الإنترنت، وثائق تُثبت أن حفل زفاف أخته تم عام 2003 وليس عام 2005، وأن شقيقه الذي قال في اعترافه أنه كان متواجداً في الأردن عام 2005، كان يعمل في ذلك العام مدرساً بإحدى مدارس الخليل.
كما أكد أحمد في تصريحه للصحيفة، أن شقيقه كان في الأردن مطلع العام 2006، وأنه يملك وثيقة من وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية تؤكد عدم اعتقال إياد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يُثبت بطلان اعتراف إياد بأنه أجبر على التعاون مع الموساد الإسرائيلي بعد تعرضه للتعذيب الشديد لمدة ثلاثة أشهر مطلع العام 2006 حسب قوله.
وأشارت الصحيفة إلى أن شقيق إياد الأكبر يمتلك وثائق تشير إلى أن إياد كان عاجزاً عن مغادرة الأردن في الفترة ما بين 23-1-2007 ولغاية 23-7-2007، نظراً للدعوى القضائية المرفوعة ضده عقب تلف جواز سفره الذي يحمل ختماً من السفارة الأمريكية، وأن القضية انتهت من المحاكم يوم 5-5-2007، وهو ما يتناقض مع إفادة إياد بسفره في مهمته التجسسية الأولى إلى سوريا مطلع العام 2007 كما اعترف في البث الذي عرضه التلفزيون السوري.
تهمة أخلاقية تحولت إلى تجسسمن جهته، روى علي النعيم الشقيق الأصغر لإياد، تفاصيل اعتقاله برفقة شقيقه من قبل عناصر فرع أمن الدولة في اللاذقية، واقتيادهما إلى دمشق حيث تعرضا للإهانة والتعذيب في زنازين انفرادية حسب ما أفاد به للصحيفة الأردنية. مؤكداً أن المحققين حاولوا بداية الأمر إلصاق تهم "أخلاقية" بهما، ولكن بعد أن عجزوا عن ذلك، ألصقوا بشقيقه تهمة التعاون مع الموساد الإسرائيلي.
وكان التلفزيون السوري بثّ السبت الماضي ما قال إنها اعترافات لجاسوس من أصل فلسطيني-أردني جندته إسرائيل للتجسس على سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الجاسوس الإسرائيلي إياد يوسف النعيم أقر بتجنيده للعمل لصالح الموساد الإسرائيلي منتصف عام 2006 والتوجه من أجل ذلك إلى سوريا أوائل عام 2007 بعد تدريبه من ضابط في الموساد بالقدس المحتلة، وتزويده بمعلومات عبر شرائح اتصال بلجيكية عن سيارة الشهيد عماد مغنية في دمشق سهلت عملية اغتياله.
وأضافت الوكالة أنه طُلب من "الجاسوس" معلومات عن مدينة اللاذقية وحال السكان فيها وتركيبتهم الديمغرافية والطائفية وأعمالهم وأوضاعهم ومعلومات عن ميناءي اللاذقية وطرطوس والسفن والحاويات التي تدخل ومن أين تأتي.