دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اتخاذ "إجراءات منسقة" بشأن الحملة الأمنية التي تشنها السلطات ضد المتظاهرين في سورية، بينما اعلنت المعارضة عن تشكيل مجلس وطني في اسطنبول.
واتهم كي مون الرئيس السوري بشار الاسد بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها للتعامل مع الأزمة السياسية في بلاده.
وأضاف في مؤتمر صحفي في نيويورك "عندما لا يفي بوعوده (الأسد)، فإن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات منسقة وأن يتحدث بصوت واحد".
وأبدى كي مون قلقه بوجه خاص مما سماه "التعامل القمعي" مع مظاهرات المعارضة السورية.
يذكر أن أكثر من 2600 شخص قتلوا خلال الاحتجاجات التي شهدتها سورية منذ انطلاقها منتصف مارس/ آذار الماضي.
"المطالبات العاجلة"
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أجرى عددا من الاتصالات الهاتفية مع الرئيس الأسد خلال الأشهر الستة الماضية، حيث تعهد خلالها بانهاء القمع والقيام بإصلاحات سياسية.
وقال بان خلال المؤتمر الصحفي إن الأسد قد أخلف هذه الوعود.
وأضاف أن الأمر بيد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليقرروا الإجراء الذي يجب اتخاذه بشأن سورية.
وأضاف أن السلطات السورية تجاهلت "المطالبات العاجلة" التي تقدم بها المجتمع الدولي في هذا الشأن.
يذكر أن القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تطالب بصدور قرار من مجلس الأمن لفرض عقوبات على الأسد، لكن روسيا والصين -الدولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن- تعترضان على هذه الخطوة.
إسلاميون ويساريون
على صعيد متصل، اعلنت قوى المعارضة الخميس عن تشكيل "المجلس الوطني السوري" في ختام مؤتمر في اسطنبول.
وتم اختيار 140 شخصية لعضوية المجلس، 40 في المئة منهم مقيمون خارج سورية.
ووزعت خلال المؤتمر قائمة بأسماء 72 عضوا، لكن حجبت اسماء الأعضاء المقيمين داخل سورية خوفا من تعرض الأجهزة الأمنية لهم.
واشتملت قائمة أعضاء المجلس على سياسيين من جماعة "الاخوان المسلمون" وتيارات يسارية وأخرى وطنية إضافة إلى المستقلين.
"العمل الثوري"
وقالت بسمة كادماني، المعارضة السورية المقيمة في باريس، إن المجلس يهدف إلى إسقاط نظام الرئيس الأسد وتشكيل حكومة انتقالية في سورية.
وأضافت "إن الرؤية السياسية للمجلس ستمنح دفعة للعمل الثوري الذي نراه الآن".
وتم تشكيل المجلس من مختلف التيارات السياسية والطوائف الدينية والمجموعات العرقية في سورية.
وقال أديب الشيشكلي المعارض السوري "إن الخطوة القادمة ستكون الاعتراف الدولي"، مضيفا أن المجلس سيعمل من أجل "امنيات الشعب السوري".