عامودا استقبلت "التسونامي" الكردستانية

عامودا- مدينة أخرى حطّ فيها موكب الشهيد "رستم جودي"، ولكنها ليست ككلّ المدن، فهي "عامودا" التي نادت وبأعلى صوتها "رستم جودي خالد لن يموت". عامودا التي استذكرت شهداء سينماها قبل يومين، لم يكن الجودي فيها ضيفاً، بل إبناً لها، عزيزاً لم يولد فيها ولكنه عاش في ضمير أبناءها وسيعيش.

خرج أبناء "عامودا" ومنذ الصباح الباكر إلى الشوارع، صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، شباباً. أحزاباً وتنسيقيات شبابية، فاليوم ليس يوم العمل، ليس يوم أيّ شيء، إنه يوم احتضان "الجودي" فقط، فهو الذي ضحى بعمره كلّه حتى لا تبقى عامودا تعيش انكسارات مصائبها، يستحقّ أن يكون له يوم وآخر بل أكثر، ربما يستحقّ أن يكون عقود الزمن بإسم "مقاومة رستم جودي".

أصرّ شبابها، ومن يستطيع أن يقف أمام إصرارهم، فوضعوا جثمان الشهيد "رستم" مكان تمثال الطاغية المتهاوي، رفعوا جثمانه فوق أكتافهم لمئات الأمتار، زغردت النسوة، بكى الجموع عندما أسرع شخصٌ لا يبصر النور راجياً أن يقبّل الجثمان، ليرى النور الإلهي الذي يشّع من وجه "رستمه".

التسونامي الكردستانية ودّعت "عامودا" فلحق بها أبناؤها ليوصلوا الجثمان إلى مدينة "الدرباسية"، ثمّ إلى سري كانيه" ثمّ إلى الخلود. هكذا قالت اليوم "عامودا" وتستعد "الدرباسية" الآن لكي تقول كلمتها هي أيضاً.