دربيسية: ضمن أنشطة دعم ومساندة مؤسسات مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، أنهى المئات من أبناء وبنات الشعب الكردي فعاليات العمل الطوعي في قطف القطن لموسم2011 في الدرباسية وتوابعها الحسكة، رأس العين و تل تمر.
وبهذه المناسبة شكرت عضوة منظمة اتحاد ستار تولهلدان كل المشاركين على ما بذلوه في سبيل نجاح تلك الفعاليات، ودعت تولهلدان جميع أبناء الشعب الكردي في المساهمة بفعالية أكبر في المناسبات القادمة؛ بغية الرفع من مستوى الأعمال الطوعية كوسيلة لإعتماد الشعب على قواه الذاتية في بناء مؤسساته وتنظيماته الديمقراطية.
هذا واختتمت فعاليات اليوم الأخير بحفل فنّي أحيته فرقة تولهلدان الفنية، قدّمت من خلالها الأغاني الوطنية التي جسّدت قيَم الشهادة، وحيّت قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان ونضال المناضلين الكرد، وشارك الحضور بدبكاتهم الفلكلورية وشعاراتهم الوطنية في إغناء الحفل، مجددين العهد على المُضي قُدماً خلف النهج الذي خطّها لهم دماء الشهداء.
"أربعة أسابيع متتالية"
ذكرت عضوة منظمة اتحاد ستار والقائمة على تنظِّيم الفعاليات تولهلدان لمراسل وكالة فرات للانباء "أن العمل الطوعي في محصول القطن بدأ هذا العام منذ ما يقارب الشهر، وعلى مدار أربعة أسابيع متتالية، حيث وصل عدد المشاركين إلى أكثر من 300 شخص، جلّهم من النساء والشباب إضافة إلى الفئات الأخرى، وجميع المؤسسات المنضوية تحت سقف حركة المجتمع الديمقراطي، وتمّ بتسمية كلّ جمعة بإسم منظمة مختلفة كالجمعة الأولى حيث أُطلِق عليها إسم جمعة "مؤسسة عوائل الشهداء", وذلك بهدف إعادة روح "الكومون" وروح الكدح إلى عوائل شهدائنا، وبعدها كانت التسمية بإسم جمعة "اتحاد ستار"، وهكذا حتى انتهينا من الفعاليات".واضافت تولهلان بان اجمالي المساحة التي قامو بفطف القطن منها بلغت اكثر من خمسين دونماَ.
"استعادة روح العمل الجماعي"
واعتبرت تولهلدان أن العمل الطوعي الذي قاموا به لم يكن لاهداف اقتصادية فقط، إنما كان بهدف استعادة روح العمل الجماعي في المجتمع الكردي، كمفهوم يأخذ من الكدح أساساً له، والارتباط بقيم الطبيعة والتقرّب من التراب مرّة أخرى، وبرهاناً على إمكانية العيش مجدداً في ظل طبيعة القرية كمنطلق أولي للبشرية، لذا يتم اختيار الأعمال الطوعية المتعلّقة بالزراعة دوماً من قبل منظِّمي الفعاليات الطوعية. ناهيك عن الهدف المتعلّق بضرورة تولاعتماد الشعب الكردي على امكانياته الذاتية في بناء مؤسساته الثقافية والسياسية والاجتماعية.
وأضافت تولهلدان "رافقت الفعاليات نقاشات فكرية وسياسية على مختلف المستويات، تتعلّق بالوضع التنظيمي، وأوضاع الشعب الكردي في أجزائه الأربعة وخاصة غرب كردستان، والقضايا التي يعاني منها وسبل تجاوزها، إضافة إلى أوضاع قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، والعزلة المفروضة عليه من قبل حكومة أردوغان، إلى جانب نقاشات اجتماعية مستفيضة تتعلق بالمجتمع الكردي والاختراقات التي تستهدف النيل منه، ودور الشبيبة في مواجهة تلك التهديدات، وكذلك تم الوقوف في بعض النقاشات على كيفية الارتقاء باللغة والفن الكرديين.
"موقف ثابت في النضال"
وأعربت الناشطة في مجال تنظيم المرأة السيّدة "أم شاهين" عن سعادتها بمشاركتها في العمل، مستذكرةً بالأعمال الطوعية التي كانت تُنظّم في التسعينات، ومستشهدةً في الوقت نفسه حماس المشاركين اليوم في العمل بروح وطنية عالية، وأكدّت على موقفها وموقف زميلاتها الثابت في ضرورة أن يعمل الشعب الكردي من أجل قضيته، وضرورة أن يكون قرار الحلّ ضمن الشروط الكردية، كما ثمّنت الجهود التي تقوم بها جميع مؤسسات وتنظيمات حركة المجتمع الديمقراطي في سبيل تنظيم المجتمع الكردي، وتطويره في سبيل إنجاح مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية.
-"لفنّ الكردي الأصيل في خدمة المجتمع"
وفي ختام كلّ يوم من الفعاليات, كانت تقام حفلة فنّية تقدّم فيها الأغاني الكردية الوطنية. عضو فرقة تولهلدان الفنيّة برخدان حسكة، اعتبر مشاركته في إحياء تلك الفعاليات ميّزة تؤهله للارتقاء بمستواه الفنّي، وشددّ على أهمية مشاركة جميع الفرق الكردية فيها، وتقديم أغانيهم كوسيلة أساسية لتذكير الشعب الكردي بفلكلوره الغنيّ، وأيضاً تقديم الأعمال التي تجسّد ارتباط الإنسان بوطنه ورموزه الوطنية. واستذكر حماس المشاركين في الدبكات الفلكلورية رغم التعب الناتج عن العمل في قطاف القطن.
" مفهوم العمل الطوعي في الإدارة الذاتية الديمقراطية وأهميته"
اما حسين شاويش عضو حركة المجتمع الديمقراطي تحدث عن مفهوم العمل الطوعي في الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة ولخصها في بندين اساسيان اولهما قائلاَ" الإدارة الذاتية يرتكز على العمل الجماعي، وبما أنّ العمل الطوعي هو فعالية اجتماعية جماعية فهو يعزّز الوحدة والتنظيم من أجل بناء المجتمع بإداراته الذاتيّة في القرى والمحلات والمدن."
والثاني "يرتكز الإدارة الذاتية على الكومونات والمجالس التعاونية الاجتماعية وأنّ العمل الطوعي هو زبدة بناء الوحدات الاجتماعية التعاونية من الناحية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفي كافة المجالات، وكما يوضِّح القائد عبد الله أوجلان في كتابه "سوسيولوجية الحريّة": أنّ روح التعاون هو روح المجتمع من حيث الأساس؛ لأنّ المجتمع بطبيعته متعاون مع بعضه في الإنتاج والعمل، ولولا العمل الجماعي التعاوني لما تشكّل المجتمع ولما تشكّل العقل الاجتماعي، من هذا المنطلق فأنّ العمل الطوعي كان من إحدى ضرورات واحتياجات المجتمع الأخلاقي والسياسي والديمقراطي والطبيعي لذا عندما يموت التعاون والإرادة الحرة في العمل لدى أفراد المجتمع فأنّ المجتمع بذاته ويفقد أخلاقيته وطبيعيته".
وتابع شاويش قائلاَ" العمل الطوعي هو أساس بناء الوحدات الاجتماعية وما يسمى بالكومونات؛ لأنّ العمل الطوعي ينبثق من الإرادة الحرة لأفراد الكومونات وهذا ما يعزّز الإبداع والإنتاج في كافة المجالات".
"رؤية مستقبلية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM للارتقاء بالعمل الطوعي"
وكشف شاويش عن الآفاق المستقبلية لتطوير العمل الطوعي وإعادة نشر مفهوم المجتمع الكردي مختتماً حديثه بالقول" يمكن تطوير العمل الطوعي في حلّ القضايا التي تهمّ كلّ أفراد المجتمع ويمكن القول بأنها ضرورة في حلّ القضايا الاقتصادية والاجتماعية والصحّية والتعليم، وكمثال، لو انضم الأطباء إلى العمل الطوعي في مجال الصحة لتمكّنا من حلّ الكثير من القضايا التي يعيشها المجتمع في مجال الصحة، وكذالك التعليم والزراعة. فلو كان هناك فهم للعمل الطوعي لتمكّنا من خلق إدارة طوعية تعاونية لدى أفراد المجتمع ولتمكّنا من تطوير الزراعة والتشجير في المنطقة وبالتالي مقاومة الجفاف وسوء التغذية في مجال التغذية وفي كل المجالات الحياتية"
