تمر على سوريا ومناطق غربي كردستان أحداث وتطورات متسارعة تدفع الأوضاع إلى نهاية مجهولة وخاصة بعد زيادة العمليات العسكرية لقوات الجيش والأمن السوري في مناطق مختلفة من سوريا, وكان للمناطق الكردية نصيب من هذه الأحداث والتطورات, ففي الآونة الأخيرة زادت النقاشات حول أظهار الهوية والألوان الكردية والمطالبة بالحقوق الكردية التي تبناها حزب الإتحاد الديمقراطي PYD وإعلانه الخروج في كل جمعة للمشاركة من أجل حماية الشبيبة الكردية من المؤامرات التي تحاك ضدهم, فكان لنا لقاء مع السيد صالح مسلم محمد رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي, حاوره الصحفي باهوز قامشلو بتاريخ 30-7-2011 وإليكم نص الحوار:
1-ما رأيكم حول المستجدات الأخيرة في سوريا ؟
- التظاهرات الشعبية أخذت أبعاداً أوسع حيث باتت تضم مئات الآلاف من كافة الشرائح الاجتماعية وفي مناطق أكثر من السابق. بينما تركزت المصادمات في منطقتين وهما حمص وقطنا لتأخذ بعداً خطيراً على صعيد الحرب الطائفية، بينما السلطات مصرة على التمسك بالذهنية القمعية واستخدام العنف وعدم احترام مطالب الجماهير، ونأمل أن يتم تطويق ذلك من جانب العقلاء حتى لاتنتشر هكذا صدامات إلى مناطق أخرى لأنها كارثة بكل معنى الكلمة، وهذا يحتاج إلى بذل الجهود من جانب جميع الوطنيين, فالسلطة لا يهمها السلام للأهالي بمقدار ما يهمها الحفاظ على الكرسي. ولا تتورع عن القيام بما تستطيع عليه من ممارسة القمع إلى درجة استخدام الجيش ضد الشعب. وهذا التوجه يتضمن مخاطر كبيرة جداً.
2- تقييمكم حول الحراك الكردي الحالي ؟
- الحراك الجماهيري الكردي مستمر أيضاً، ولكن باللون الكردي والشعارات المطالبة بالحقوق الكردية، ولكن لازالت هناك محاولات من جانب بعض الشخصيات لتحريف الحراك الكردي لجعله بلا ملامح وتابعاً لبؤر مظلمة، وهذا الأمر يتضمن الكثير من المخاطر على الشعب الكردي وحل القضية الكردية، فالشعب الكردي في غرب كردستان بحاجة إلى الاعتراف بوجوده قبل الدخول في أي تحالف أو تضامن، وهذه هي النقطة الحساسة التي خسر فيها الأكراد دائماً عبر التاريخ، عندما اندفعوا إلى مقدمة الصراعات دون أن يعترف أحد بوجودهم وهويتهم، فأصبحوا عسكر الآخرين، وفي النهاية كسب الآخرون وخسر الكرد، وفي هذه الحقبة سيعاد ترتيب المنطقة مثلما حدث بعد الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب العالمية الثانية حيث لم يعترف النظام الحاكم بالوجود الكردي في المرتين السابقتين ، ربما لأن الكرد لم يكونوا مستعدين من حيث التنطيم والوعي والإعداد، ولكن الشعب الكردي في يومنا أكثر تنظيماً وأكثر قوة وأكثر وعياً، ولهذا لن يخرج الشعب الكردي من هذا الصراع خالي الوفاض، بل سينال حقوقه الأساسية الطبيعية إذا لم يخطئوا. مما سيجعل الأكراد مشاركين حقيقيين بهويتهم في تقدم المجتمع السوري مثلهم مثل المكونات السورية الأخرى.
3- هناك تصريحات ومقالات مناهضة لحزبكم في الآونة الأخيرة. ما خلفيات ودلالات ذلك ؟
- البؤر والشخصيات التي خاب أملها في شد الحراك الجماهيري الكردي إلى مسار يجعله تابعاً لمحاور لاتعترف بالوجود الكردي، وتتنكر لمطالبه وتطلعاته، تشن حملة شعواء ضد حزبنا وضدي شخصياً للتعتيم على أغراضها الخفية وعلاقاتها المشبوهة، ونحن نرى ذلك جزءاً من الصراع بين القوى الحقيقية التي تمثل الشعب الكردي والقوى الظلامية التي جعلت الشعب الكردي خاسراً عبر التاريخ في المنعطفات المصيرية. حيث أن تلك القوى عملت دائماً على التشويش والتحريف ولكنها لن تنجح هذه المرة بفضل الوعي المتزايد لدى الشعب الكردي. فمن الطبيعي أن تثور تلك القوى عندما ترى فشل خططها ومراهناتها. بهذه المناسبة نرجو من شعبنا أن لا يتردد في متابعة ادعاءات هؤلاء وحقيقة مآربهم ومساءلتهم حتى يتوقف على الحقيقة بنفسه. فنحن كنا منفتحين على شعبنا دائماً ولا نخفي عنه شيئاً، فقد تصاعدت هذه الحملة منذ أن صممنا على إضفاء الملامح الكردية على التظاهرات في المدن الكردية، وقد انكشف هؤلاء ومخططاتهم المظلمة عندما لم يتحملوا اللون الكردي، بينما كل الأطراف العربية بمعارضتها وحتى السلطة الظالمة المتوحشة، التي ذاق الشعب الكردي الأمرين على يدها في المرحلة الماضية باتت تقبل بالوجود الكردي ولونه، بينما هؤلاء يرفضونها.
4- ما هو موقفكم وبرنامجكم بصدد الجمعة القادمة ؟
- نحن مصممون على أن يكون الحراك الجماهيري الكردي بلون وهوية ومطالب كردية، ولنا لقاءات مستمرة مع أحزاب الحركة الوطنية الكردية، ونتمنى أن تدرك أحزابنا مدى ومخاطر هذه الألاعيب وتقوم بواجبها نحو متطلبات هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها شعبنا الكردي وسوريا عامة، وتقوم بالتشخيص السليم للحلفاء الاستراتيجيين من ضمن المعارضة السورية لنتمكن من تخطي هذه المرحلة بنجاح وبأقل الخسائر، حتى لا تتكرر التجارب السابقة التي مرت على شعبنا الكردي، حيث خسر فيها الكرد دون غيرهم. فعلينا أن نتعظ من تجاربنا التي دفعنا ثمنها من دماء أبنائنا وإلا فلن يرحمنا التاريخ.
ولهذا ندعو كافة قوى المجتمع الكردي من أحزاب ومنسقيات وتنسيقيات شبابية إلى الانضمام إلى الحراك الجماهيري سواء في أيام الجمعة أو في الأيام الأخرى وإلى التمسك بلونهم وهويتهم الكردية، حتى لا نكون كمخلوق بدون ملامح ندخل في خدمة ألاعيب وأجندات لانعرف أغراضها وتوجهاتها. فحسب قناعتنا يجب على كل من يريد التعامل مع الكردي أن يعترف بوجوده وهويته أولاً حتى لا يتكرر الخطأ التاريخي المؤلم الذي عانى منها الكردي.
وكالة فرات للأنباء ANF
