ANF\ قامشلو: ضمن سلسلة النشاطات والفعاليات التي ينظمها حزب الإتحاد الديمقراطي PYD, للاحتفال بالذكرى الثامنة لتأسيسه, نظم الحزب في مدينة قامشلو, شارع المحطة القديمة, يوم أمس الخميس في تمام الساعة السابعة مساء حفلا جماهيرية حضرها حشد كبير من أعضاء ومناصري الحزب في المدينة.
أفتتح الندوة صالح محمد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, حيث حي الحضور ودعاهم إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكرد والعرب الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية, بعدها ألقى محمد كلمة هنئ فيها الشعب الكردي في غربي كردستان بالذكرى الثامنة لميلاد PYD, قائلا: "الاتحاد الديمقراطي يحتفل اليوم بذكرى تأسيسها بفضل دماء شهدائه ونضال أعضائه".
تطرق محمد في بداية كلمته إلى وضع قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان, والعزلة المفروضة عليه من قبل الدولة التركية منذ ما يقارب الشهرين, موجها رسالة إلى الدولة التركية قائلا "ليس هناك ما يرضي الشعب الكردي سوى حرية القائد آبو", موضحا في كلمته أبعاد هذه الهجمة على أوجلان والتي تستهدف في جوهرها "الشعب الكردي بأكمله".
ومن ثم تطرق محمد إلى فترة تأسيس PYD والنضال الذي قدمه هذا الحزب منذ ذلك الوقت حتى اليوم, مستذكرا أعضاء وأنصار الحزب الذين فقدوا حياتهم أثناء النضال ضمن صفوف الحزب, من أمثال أبو جودي الذي فقد حياته تحت التعذيب في سجن الحسكة, وشبلان ورفاقها الأربعة الذين اغتالتهم "مخابرات النظام السوري", وأستاذ عثمان (البرلماني السابق) الذي فقد هو الآخر حياته تحت تعذيب أجهزة أمن النظام السوري في حلب, وخليل ملا عيسى, وشهداء نوروز 2008 في قامشلو, وشهداء نوروز 2010 في الرقة, وتابع محمد في هذا السياق مستفسرا: "حزب الاتحاد الديمقراطي الذي قدم كل هؤلاء الشهداء الأحرار في سبيل مصلحة وحرية الشعب الكردي بغربي كردستان, وزجت المئات من أعضائه وأنصاره في سجون النظام السوري, ويأتي اليوم البعض ليتهمنا بالتحالف مع النظام السوري", وتابع مؤكدا "قيمنا ونهجنا لا يسمح لنا أن نضع يدنا في يد جلادنا", مضيفا "نحن نناضل من أجل بناء حياة حرة كريمة, ونناضل من أجل الأخوة والإنسانية". كما تناول محمد دور PYD في توحيد الصفوف الكردية بغربي كردستان ابتداء من "دوره في مؤتمر الأحزاب الكردية الذي انعقد في قامشلو في الرابع عشر من شهر نيسان الماضي, وصولا إلى دوره في الدعوة إلى عقد مؤتمر كردي جامع في غربي كردستان وسوريا والعمل على إنجاحه ", وتابع محمد قائلا: " نحن في الاتحاد الديمقراطي نسعى إلى خدمة شعبنا الكردي في غربي كردستان ونعمل من أجل حمايته من مؤامرات الأعداء ومن أجل نيل حقوقه المشروعة ".
في سياق أخر تناول محمد الأوضاع في سوريا وانتفاضة الشعب السوري لإنهاء حقبة الاستبداد والقهر موضحا " منذ عام 63 والنظام السوري بقيادة البعث يمارس سياسات تعسفية بحق الشعب السوري, وهذه السياسات جوبهت بالانتفاضة السورية الأولى التي أبتدئها الكرد عام 2004 , وبعدها أتت الانتفاضة السورية الثانية التي بدأت في 15 آذار من العام الجاري والتي ستستمر حتى إنهاء نظام الاستبداد والقمع", منوها إلى" أن الشعب الكردي مشارك في هذه الانتفاضة منذ بدياتها بهويته وألوانه", وتابع محمد كلمته بالحديث عن الأخوة التاريخية بين الكرد والعرب قائلا: " نحن في الاتحاد الديمقراطي نسعى منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلى العمل مع المعارضة والتنسيقيات العربية من أجل توحيد مواقفنا تجاه النظام, وكان انعقاد مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية من ثمار مساعينا المشتركة مع الأخوة العرب", وأضاف " المشاركون في المؤتمر اعترفوا بالكرد قومية ولغة, وبوجدهم على أرضهم التاريخية, واعترفوا بالحقوق والواجبات المتساوية للكرد مع العرب, فكل هذه تفتح الأبواب أمام تعميق التآخي الكردي العربي ويغلق الباب في وجه سياسة النظام التي حاولت زرع التفرقة والفتنة بين الشعبين الكردي والعربي منذ عشرات السنين".
وفي نهاية كلمته طمئن محمد الجماهير الكردية قائلا: " لم يعد أحد يستطيع خداعنا, فنحن أصحاب فكر وسياسة حرة, وبفضل تأييد شعبنا لنا وتجاربنا النضالية, أصبحنا نملك من القوة لكسر أي يد يمتد إلى شعبنا بسوء".
وقرأت بعد ذلك كلمة لمؤسسة عوائل الشهداء ألقاها ممثل المؤسسة -حسن طاهر- الذي أبتدئها بالترحم على أروح شهداء الحرية, وأستنكر الهجوم التركي الإيراني الذي يستهدف مناطق جنوب كردستان والمقاتلين الكرد, وندد بالعزلة المفروضة على أوجلان. وهنئ باسم المؤسسة الشعبين الكردي والعربي في سوريا بذكرى تأسيس PYD مشيرا إلى إن " PYD يحمل في برنامجه ونهجه الحل لجميع المكونات السورية".
كما قرأت كلمة لحركة اتحاد ستار ألقتها ممثلة الحركة – رمزية محمد – التي نددت بدورها العزلة على أوجلان, وهنئت الشعب الكردي بمناسبة تأسيس PYD, متطرقة في كلمتها إلى " الدور الهام الذي يقع على عاتق المرأة الكردية من أجل أخذ دورها ومكانتها في بناء المجتمع".
وتلي الكلمات إلقاء أبيات شعرية من قبل والدة أحدى الشهداء, لتنتهي بعد ذلك الحفل.
23 أيلول 2011
