تشهد المدينة المنورة اليوم الثلاثاء افتتاح آليات المؤتمر العالمي عن (ظاهرة التكفير: الأسباب، الآثار، العلاج) الذي تنظمه جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وبحضور عدد من الشخصيات العالمية.
ويفتتح فعاليات المؤتمر النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، في حين ذكر رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمؤتمر الدكتور ساعد العرابي الحارثي أن المؤتمر سيستمر لمدة ثلاثة أيام.
وأوضح الحارثي أن: "ظاهرة التكفير هي أخطر الفتن التي ظهرت في العصر الحاضر، ولها جذورها الفكرية وأسبابها التاريخية وتوجهاتها العديدة والمتنوعة، المتقنعة بأقنعة مظللة ومتسترة بالإسلام ظلماً وزورا، بدأت نواتها بالغلو في فهم الدين والجهل بأحكامه. وانتهت بالتكفير والتفجير".
131 بحثاً و9 محاوروذكر أن اللجنة العلمية للمؤتمر تلقت ما يربو على ( 389) بحثاً وورقة عمل؛ من داخل السعودية ومن خارجها، مردفا: "وبعد تحكيمها وفحصها تم قبول (131) بحثاً منها؛ لباحثين وباحثات من أربعة وعشرين دولة، وتوزعت تلك الأبحاث على محاور المؤتمر التسعة؛ وهي: المحور الأول: مفهوم التكفير في الإسلام وضوابطه. والمحور الثاني: ظاهرة التكفير: جذورها التاريخية والعقدية والفكرية، والمحور الثالث: الأسباب المؤدية لظاهرة التكفير، والمحور الرابع: شبهات الفكر التكفيري قديماً وحديثاً ومناقشتها وفق الضوابط الشرعية، والمحور الخامس: شبهات الخوارج والجماعات التكفيرية المعاصرة والرد عليها، والمحور السادس: الآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التكفير، والمحور السابع: أثر التكفير في مستقبل الإسلام، والمحور الثامن: مسؤولية مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير، والمحور التاسع: علاج ظاهرة التكفير: الوسائل والأساليب.
وزاد: "وبجانب هذه البحوث الرصينة ستقدم جملة من أوراق العمل في الورش المقامة على هامش المؤتمر. والمأمول أن يتمخض هذا المؤتمر- ببحوثه وفعالياته المتنوعة- عن طائفة من التوصيات العلمية، والمقترحات العملية؛ التي تسهم في توصيف هذه الظاهرة المؤرقة، وعلاجها، وسبل الوقاية منها".
من جانبه، قال عضو الهيئة الإشرافية العليا للمؤتمر د. محمد بن علي العقلا: "التكفير من أخطر الظواهر التي تمر على المجتمعات الإسلامية؛ بل إنها الظاهرة التي كانت سبباً في انقسام المجتمع الإسلامي في نهاية عصر الخلافة الراشد، ولذلك كانت هي الفتنة الأولى التي أقضت مضاجع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لإحساسهم بخطورتها ومدى آثارها على الجسد الإسلامي الواحد، والذي (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى...)".
وتابع: "لقد كانت ظاهرة التكفير مرحلة خطيرة على العقيدة وعلى الفرد وعلى المجتمعات، تسبقها مراحل التبديع والتفسيق؛ والجميع يسير في مركب الجهل حتى يصل به إلى أن يذيع الخوف ويشيع الكره في المجتمع المسلم، وهذا يكرس معاني الفوضى مما لا تحمد عقباه. إنها ذات الظاهرة التي عادت في العصر الحاضر وتغلغل فيروسها في عقول بعض أبناء المسلمين".