"المجلس الوطني الاسطنبولي لا يمثّل الشعب الكردي"

حلب / باران محمد

بصدد استطلاع الآراء حول المجلس الوطني السوري الذي تشكّل في "اسطنبول" ومواقفه من القضية الكردية في سورية، التقينا ببعض من أعضاء مجلس الشعب في غربي كردستان عن مدينة "حلب" وأجرينا معهم اللقاءات التالية.

بداية، سألنا السيّد "حيدر رشيد": ما رأيك بالمجلس الوطني السوري برئاسة "برهان غليون" ورأيك بالسياسة السياسة التي يتّبعها المجلس؟

أجاب السيد رشيد: "أعتقد بأن المجلس الوطني الذي تشكّل في "إسطنبول" عبارة عن جسر لتحقيق مطامع حزب العدالة والتنمية التركي، ويكون مفتاحا بيد "أردوغان"؛ للدخول الى سوريا كي يحكم قبضته على الشعب الكردي والحؤول دون استفادة الكرد من الوضع السياسي في هذه المرحلة التي تمرّ بها سوريا.

دخل "أردوغان" على الخطّ، وأنهى علاقته مع الرئيس الاسد، ليحظى بقبول الرأي العام الدولي، فقد كانت المعارضة السورية ذوو الاغلبية الاسلامية "الاخوان المسلمين" في اجتماعهم الاول في "أضنة" والتي امتدت الى "إسطنبول" جاعلة من "برهان غليون" رئيساً لها كي يتّم تمرير مصالح بعض الدول إلى سورية، وبهذا الاسلوب يريدون من الثورة السورية أن تنشأ على أساس الرأسمالية وتفرض تأثيرها على المجتمع".

وأضاف "حيدر رشيد": "من هذا المنطلق يجب علينا أن نعلم طبيعة المجلس، وهل هو ذوو فائدة للشعب السوري أم عبارة عن مؤامرة على الشعب الكردي، والذي بدأ بتوقيع نظام البعث اتفاقية اضنة التي تنكر الشعب الكردي وحقوقه، فأتى المجلس لكي تستمر هذه السياسة بحقّ الشعب الكردي، إن المجلس الوطني السوري بقيادة "برهان غليون" قد أصبح بديلاً وأكثر تعسّفية من نظام البعث".

وحول سؤال عن مدى تأثير المجلس السوري الانتقالي على الشعب الكردي قالت السيدة "سوسن حسن" بدورها: "هذا المجلس الذي أُنشأ بأيدي القوى الخارجية هو بديلا عن النظام الموجود الان والمبني على سفك الدماء، والذي لا يحترم آراء ومطالب الاقليات في سوريا، وانه وسيلة لتحقيق اهداف النظام الرأسمالي السائد في العالم وهذا المجلس أيضاً لا يقبل الشعب الكردي والشعوب الاخرى في الساحة السورية، فمن البديهي أن لا يقبل أحد بهذا المجلس ممثلاً عن المعارضة في سوريا، ونحن كشعب كردي بقواتنا ومؤسساتنا وتنظيمنا مستعدين لمواجهة جميع أشكال السياسات الخارجية والداخلية، وذلك بالتحضير لتأسيس مجلس الشعب في غربي كردستان".

أما السيّد "محمد كولين" تحدّث عن الأسس التي قام عليها المجلس الانتقالي قائلاً: "نحن الان نعيش في ظل مبني على أساس إنكار الشعب الكردي، وبتشكيل هذا المجلس الوطني فأنه أمسى بديلاً لهذا النظام البعثي والذي يدعمه القوى الخارجية بقيادة "أردوغان"، وهذا يظهر بأن أسس هذا المجلس قائمة على إنكار وإمحاء حقوق الشعب الكردي، لذلك أن الذين لا يعترفون بالشعب الكردي كجزء أساسي في سوريا لا نعترف نحن بهم أيضاً، وأن الشعب الكردي صاحب قرار ومن حقه باختيار مصيره".

بدوره تحدّث السيد "محمد نوري شيخو" عن مدى مقدرة المجلس الانتقالي على وضع آلية لحلّ مشكلة تعدد القوميات في سوريا، حيث قال: "خلال خمسين عاماً مضى في ظل سياسة تعدد القوميات نجد بأن النتيجة وصلت الى طريق مسدود؛ لأن مشكلة تعدّد القوميات لم تحلّ ولم يستطيع أن توجّه الدولة السورية الى الديمقراطية، واليوم ان هذا المجلس الانتقالي الذي يمثّل المعارضة ضدّ النظام السوري نجده بأنه يحاكي في سياسته سياسة البعث القائمة على عدم حلّ مشكلة المجتمع ولا نجد أيّ فرق بينهما، أن هذا المجلس غير مستقّل بقراراته ويتّم دعمه خارجياً وخصوصا من تركية، التي لا ترى بأن للأكراد حقوق وثقافة وارادة، ومن هذا المنطلق نعي بأن المجلس لا يعترف بحقّ الاكراد وشرعية قضيته كقومية ثانية في سوريا، وبالنتيجة نرفض قطعا هذا المجلس".