اتحاد ستار: شيلان كوباني هي القائدة الرائدة في المجالين السياسي والعسكري

حلب- استذكرت منسقية منظمة اتحاد ستار النسائي في بيان لها صدر صباح اليوم ذكرى فقدان العضوة القيادية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD "شيلان كوباني" ورفاقها، وهنأت في الوقت نفسه الذكرى الثالثة والثلاثون لتأسيس حزب العمال الكردستاني.



وجاء في البيان: "ميلاد حزب العمال الكردستاني مثل انبعاثا جديدا بالنسبة للشعب الكردي بأكمله، فمنذ التأسيس كانت ساحة غربي كردستان بمثابة العش الذي آوى مناضلي الحزب بين أحضانه، انضم إليه الآلاف من أبناء هذا الشعب إلى صفوف التنظيم، لذلك فإن ميلاد الحزب كان بمثابة ميلاد جديد بالنسبة للشعب الكردي في غربي كردستان أيضا، فهو التنظيم الذي استطاع ربط الشعب الكردي في أربع أجزاء كردستان وفي الخارج بمصير واحد في رسم مستقبله الحر بنفسه. كما أنه أنشأ مجتمعا كرديا جديدا وإنسانا كردي واعي منظم وحر. على هذا الأساس كان اتى التفاف الشعب حول الحزب في غربي كردستان بنسبة كبيرة. وقدم شعبنا في هذا الجزء خيرة أبنائه فداء في سبيل التحرر خلال مسيرته الطويلة المستمرة منذ 33 عاما من النضال والكفاح الثوري. وكان الشهداء الخمسة شيلان، فؤاد، زكريا، جوان، جميل قوادا لمرحلة تاريخية حساسة بالنسبة لحركة التحرر الوطني".

وأضاف البيان: "إن استشهاد كل من الرفاق الخمسة الذين استشهدوا بطريقة الغدر ومن خلال عملية قتل مريعة في 29 من هذا الشهر عام 2004 في مدينة الموصل العراقية طبعت بصمتها على تلك المرحلة العصيبة التي كانت تمر بها حركة التحرير الوطني الكردية، حيث كانت خيوط المؤامرة المحاكة ضدها تستهدف كافة النواحي الحياتية السياسية والاجتماعية، إلى أن امتدت يد الغدر إلى استهداف حياة هؤلاء الكوادر الخمسة التي كانت تتجهز للعبور إلى ساحة غربي كردستان للتدخل وسد الطريق أمام المؤامرة في هذا الجزء من كردستان".

وتحدث البيان عن الخصال النضالية لشيلان كوباني، ومواقفها من العناصر التصفوية قائلاً: "الشهيدة شيلان كانت من الكوادر القيادية اللواتي انضممن لصفوف الثورة في عام 1989 وتلقت تدريبها واستلهمت من فكر القائد عبد الله اوجلان في نهج التحرر الوطني والجنسوي. شخصية الشهيدة شيلان ودروها ضمن الحزب كان بمثابة القائدة الرائدة في المجالين السياسي والعسكري، فهي التي فتحت الباب أمام انضمام الآلاف من الفتيات إلى التنظيم من خلال التأثير على فكرهن بمقاييسها الثورية ومواقفها المبدئية الواضحة والصريحة، وهي التي لعبت دورها في تنظيم الجماهير الشعبية أعطته دروس الحرية. هذا وكما كانت ذات مواقف واضحة وجريئة في مواجهة النهج التصفوي المخطط من قبل القوى الخارجية المتآمرة ضد الحزب، مثلت خصوصيات المرأة الحرة في شخصيتها ووصلت للمرتبة القيادية ضمن التنظيم. أما الشهيد فؤاد كان من الكوادر التي فقدت جزءا من جسده في الحرب التحررية، استلهم من فكر القائد APO وناضل في ساحة غربي كردستان لفترة تقارب العشرة أعوام، كان الشخص الأمين الذي حافظ على القيم المادية والمعنوية للشعب في هذا الجزء، هو الذي تخلص من المواقف الرجولة الكلاسيكية من المرأة، ناضل في مواجهة النهج التصفوي دون أن يبدي أي تردد. وهكذا كان الشهيد زكريا وجوان وجميل جرح كل واحد منهم لمرات عديدة في ساحة الحرب".



وعن مخططات القوى الاقليمية لتصفية الحركة التحررية الكردية عن طريق استهداف قيادات الحركة، تابعت منسقية منظمة اتحاد ستار بيانها بالقول: "أما فيما بتعلّق المرحلة التي نمر بها كشعب كردي بأكمله في يومنا الراهن تشبه تلك المرحلة التي استشهد فيها الرفاق الخمسة، إنها مرحلة مصيرية، يواجهنا عدو أبيحت له كافة أساليب وأشكال العنف والإرهاب، لذلك يستهدف الشخصيات القيادية كالشهداء رستم جودي وجيجك وعلي شير. فليس صدفة أن تتزامن عملية استشهاد المجموعتين في نفس الفترة الزمنية، ظروف كلتا المرحلتين تتشابه في حجم المؤامرة في الكثير من النقاط. حيث استهدف المخطط التآمري الأولي العلاقات التنظيمية الداخلية للحزب، أما الثاني يستهدف الوجود العسكري والسياسي معا، وتستهدف حياة القائد بالذات لفرض الاستسلام على الحركة. هذا ما تسعى إليه القوى المتآمرة. لأن القضية الكردية بجوهر الديمقراطية الحقيقية تشكل العائق الأساسي في مواجهة تطبيق مخططهم الشرق أوسطي الكبير".

وجددت المنسقية في بيانها العهد على مواصلة الدرب الذي اختاره شيلان ورفاقها قائلة: "في مواجهة ضخامة هذه المؤامرة لم يتردد هؤلاء العظام ولم يقصرون في تقديم البديل الغالي والنفيس في سبيل الحرية والكرامة، صارعوا مع الموت حتى آخر لحظة من حياتهم، لذلك تمسكوا بنهج المقاومة في سبيل الحياة الحرة. وعلى هذا الأساس نحن كتنظيم اتحاد ستار نبدي ارتباطنا وتعاهدنا اللانهائي بنهج شهدائنا الأبرار عن طريق البدء بحملة تنظيمية ودعائية وعملية لتطبيق نهجهم في الحياة حتى تحقيق آمالهم، لهذا ننادي شعبنا وكافة النساء والشبيبة والقوى التقدمية أن تنضم لحملة الانتفاضة هذه، كي نفشل المؤامرة عن طريق فرض الحل الديمقراطي للقضية الكردية على الطرف المعادي".