اقتحمت قوات من الجيش السوري بلدة بريف حماة (شمال غرب) بعد مقتل 23 شخصا أمس خلال مظاهرات معارضة، قابلتها مظاهرات مؤيدة للنظام، وذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف أعمال العنف في سوريا.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش بدأ باقتحام بلدة شيزر وسط "قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة".
وتأتي هذه العمليات بعد يوم دام سقط خلاله –بحسب الهيئة العامة للثورة السورية- 23 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات بعدة مدن سورية في "جمعة طرد السفراء"، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأوضحت الهيئة أن سبعة قتلى سقطوا في حمص وستة آخرين في درعا وخمسة بحماة وأربعة بريف دمشق وقتيل في حلب.
بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مظاهرات مسائية خرجت في عدة أحياء من مدينة حمص واجهها الأمن بإطلاق النار مما أسفر عن سقوط 11 جريحا أربعة منهم في حالة خطرة في حي الخالدية.
وأضاف أن عددا من الأحياء من المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الأمن كأحياء الإنشاءات وجورة الشياح والقرابيص، ترافقت مع إطلاق رصاص.
ولفت إلى أن حي الغوطة شهد حضورا أمنيا كثيفا حيث سرعان ما تفرقت المظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي كما تواصل إطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء مساء الجمعة.
كما شهد ريف حمص مظاهرات مسائية في عدة مناطق مثل الحولة ومدينة تدمر، بحسب المصدر نفسه.
هذه المظاهرات المسائية سبقتها مظاهرات عمت أنحاء مختلفة من سوريا حيث بلغ إجمالي عدد المواقع التي جرت فيها مظاهرات في "جمعة طرد السفراء" 210 نقاط بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.
مؤيدو النظام هتفوا "شبيحة للأبد كرمال عيونك يا أسد" (الفرنسية)
مظاهرات مؤيدة
وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة ضابط بجروح خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في حي القصور بحماة الذي يشهد كثافة مرورية.
وفيما يتعلق بمظاهر التأييد للنظام، شهدت عدة ساحات عامة في العاصمة دمشق مظاهرات شارك فيها عدة آلاف للتعبير عن تأييدهم للأسد، حاملين الأعلام السورية وصور الأسد وهم يهتفون "شبيحة للأبد كرمال عيونك يا أسد".
كما أقسم مؤيدو الأسد خلال مظاهراتهم على الخروج في كل يوم جمعة إلى الساحات العامة للتعبير عن موقفهم، ورددوا "الساحات لنا، الساحات لنا".
وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الأربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال مدة ثلاثة أيام تنتهي اليوم بروتوكولا يحدد "الإطار القانوني والتنظيمي" لبعثة المراقبين العرب المزمع إرسالها إلى سوريا.
وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عشية انتهاء هذه المهلة أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت "تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة".
وقال إن هذه التعديلات محلُّ دراسة الآن.