الاسم والكنية: مصطفى حمدين
الاسم الحركي: خيري
مكان وتاريخ الولادة: لبنان 1963
تاريخ الالتحاق : 1986
تاريخ الاستشهاد: 1988 جودي
ولد الرفيق عام 1963 في بيروت، نتيجة السياسة الاقتصادية التي طبقها الاستعمار التركي على كردستان في الفترة 1925- 1940 وبسبب اضطهاده ونهجها وجد الفلاحين الفقراء الأكراد أن الهجرة من وطنهم إلى الخارج طريقا للخلاص. ولهذه الأسباب هاجرت عائلة الرفيق خيري في تلك السنوات من وطنها من منطقة عمرلي – قرية مرجة إلى بيروت.عاش الرفيق خيري حياته بعيداً عن وطنه الأم بمئات الكيلومترات، في كنف عائلة فقيرة، لا عمل لها وينظر لها نظرة غير إنسانية، وقد خلقت هذه الأوضاع لديه حقدا كبيرا تجاه الاستعمار، وعمل منذ صغره في الفنادق والمطاعم والأفران لإعالة عائلته ومن ثم عمل في دهن السيارات مع أخيه.
لم يكن للرفيق خيري حياة سياسية طويلة ولكنه أقام علاقاته ولفترة قصيرة مع بعض التنظيمات الفلسطينية والكردية المتواجدة على الساحة اللبنانية ومن خلال علاقاته مع هذه التنظيمات، أدرك الرفيق بأن هذه التنظيمات لا تستطيع تحرير كردستان، لذا عمل على قطع صلاته معهم.
وفي عام 1982 وبعد خروج حزبنا إلى خارج الوطن وتحت تأثير مقاومات السجون أقامت عائلته علاقاتها مع حزبنا. وباستشهاد أخيه الأكبر سمير أصبح عائلته من إحدى عائلات الحزب الوطنية. وبتأثير من قفزة 15 آب عام 1984 واستشهاد سمير شقيقه الأكبر عام 1985 عمد الرفيق خيري على تطوير علاقاته مع الحزب. وخلال مرحلة التأييد قام خلالها بتوزيع البيانات والملصقات والدعاية للحزب ومساعدة الرفاق في أعمالهم، وقدم الرفيق خلال هذه الفترة للحزب أعمالاً لا يمكن استصغارها.
ومع تطور نضالنا التحق الرفيق خيري بأكاديمية معصوم قورقماظ العسكرية عام 1986 لتلقي تدريبه السياسي والعسكري وذلك بعد وصوله إلى قناعة بان التحرر الحقيقي ممكن فقط عن طريق الثورة واحتراف العمل الثوري. وقد تدرب الرفيق في الأكاديمية حتى نهاية عام 1987 على الرغم من التأثيرات السلبية التي أحدثتها الظروف الحياتية في بيروت على شخصيته إلا أنه وعن طريق تأثير نضالنا على الساحة اللبنانية، فهم طريق الخلاص الحقيقي بسرعة. لقد اثر فيه كثيرا العيش بدون هوية وطنية وبعيداً عن الوطن، عاش كل أنواع التعذيب والاضطهاد واللانسانية ولهذا السبب وقف ضد الظلم والاستعمار بروح المقاومة الثورية وبرغبة أكيدة لتحرير المسحوقين.
وفي مرحلة تدريبه في الأكاديمية استلم عدة وظائف وقادها بشكل جيد، ومن جهة أخرى تقدم في النواحي النظرية والعملية وتمكن من الوصول إلى خط الحزب. وفهم أسباب الآلام والاضطهاد الذي عان منه مع شعبه سنين طويلة، ولأجل هذا كان يعد نفسه دائما مديناً للحزب، وحتى يوفي هذا الدين كان يطلب الوظائف والمهام من الحزب، وكان قد وضح وضعه بشكل جيد في تقرير له إلى الحزب" إنني على عتبة التخطي إلى الوطن، هذا ما أستطيع قوله، لقد ولدت وكبرت في لبنان وفيها تعرفت على الحزب. عن طريق الحزب تعرفت على شعبي ووطني، وتدربت في أكاديمية معصوم قورقماظ العسكري، وإنني على طريق الافتراق من هنا لن اقبل تراب لبنان بل سأقبل تراب الأكاديمية، لقد تعرفت في الأكاديمية على نفسي. منحني الحزب كافة الإمكانيات خاصة من ناحية التدريب وعرفتني على الإنسانية والصعوبات الجمة التي تعتقل طريقي في ساحة الوطن، وها إنا جاهز من كافة النواحي لأجل الدخول لساحة الحرب. ولكن سأصرف كل إمكانياتي لتطبيق ما منحني الحزب في الواقع العملي، ولتحقيق ملتزمات النضال لن أتهرب من أية تضحية وألف سلام ثوري إلى الحزب والرفاق"
وبعد عشرات السنين وبالإمكانات التي استمدها من الحزب كان احد الثلاثة من أفراد عائلته الذين توجهوا نحو الوطن. وبسبب الأسباب المذكورة سابقا والتي سببت في نزوح عائلة الرفيق خيري إلى خارج الوطن، كانت تعيش حياة صعبة وقاسية. لكن وبظهور حزب العمال الكردستاني على الساحة وقيامه بأحداث التغير في مصير وقدر الشعب الكردستاني، غيرت أيضا قدر هذه العائلة من خلال الارتباط بخط الحزب. كل هذه التطورات التي حصلت كانت لها تأثير مباشر على شخصية الرفيق خيري الذي قام من خلال شخصيته الحزبية بإفشال كل مخططات العدو وإفلاسها في مواجهة مقاومة رفاقنا الباسلة وفي كل ساحات القتال والنضال.
أستشهد الرفيق خيري وهو على رأس مهامه الثورية وأنضم لقافلة الشهداء بعدما أوفى بالوعد والعهد الذي قطعه على نفسه وأخذ مكانه بين الخالدين.
رفاق السلاح.
