أظهرت صور التُقطت حديثاً في مدينة حمص السورية، آثار تدمير شديد تعرضت له المدينة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتوضح الصور التي حصلت عليها حصرياً "العربية.نت" بالتزامن مع قصف عنيف تشهده المدينة، آثار تدمير منازل وصيدليات وسيارات جراء قصفها بأسلحة ثقيلة. كما أظهرت صور أخرى استعمال قذائف مسمارية وشظايا قذائف مدفعية وأسلحة ثقيلة اسُتعملت في قصف المدينة حسب من التقطوها.
وتأتي هذه الصور في وقت أفاد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين أن 31 شخصاً بينهم 14 مدنياً و17 من أفراد الجيش وقوى الأمن السوري قتلوا الأحد في عدد من المدن السورية.
وأكد ناشطون سوريون أن المدينة تشهد قصفاً عنيفاً متواصلاً منذ ساعات المساء، ترافق مع تحليق للطيران الحربي في بعض الأحيان.
وفيما وصفت الهيئة العامة أن ما يجري في مدينة حمص بـ"حرب حقيقية"، قال مراسل شبكة شام الإخبارية إن رائحة البارود وتصاعد الدخان يسودان سماء المدينة وسط سماع أصوات الرصاص والانفجارات في جميع الأحياء.
وأفاد عضو المكتب الإعلامي لاتحاد أحياء حمص، أن حالة هلع شديدة تسود النساء والأطفال جراء القصف العنيف الذي تشهده المدينة. مضيفاً أن نداءات استغاثة وصراخ و"تكبير" تصدر عقب كل عملية قصف.
وقال المتحدث باسم اتحاد حمص في اتصال مع "العربية.نت" إن أحياء باب السباع وباب الدريب والنازحين شهدت قصفاً بالأسلحة الثقيلة طالت منازل ومحال تجارية وسيارات.
القصف استهدف إحدى الصيدليات
كما شهدت الأحياء الأخرى قصفاً بالرشاشات الثقيلة. مُضيفاً أن الجيش استعمل قذائف مسمارية خلال القصف الذي طال منازل ومحال تجارية وسيارات.
وأضاف المتحدث باسم اتحاد حمص أن حظراً كاملاً على التجول فُرض على المدينة بعد مظاهرات مسائية شهدتها معظم الأحياء، قبيل وقت قصير من شروع قوات الأمن والجيش قصفاً عنيفاً يحدث للمرة الثانية بهذه الكثافة منذ اندلاع الثورة السورية.
اعتقال طفل من مدرسته
آثار للقصف بالمدفعية الثقيلة
وفي حين استطاع الأهالي إحصاء ما يزيد عن 40 قذيفة حتى منتصف ليلة الاثنين حسب قوله، أفاد عضو الاتحاد بحصول اشتباكات بين عناصر انشقوا عن الجيش من جهة، وقوات الأمن والجيش السوري من جهة ثانية بأكثر من نقطة في منطقة الميدان.
ولفت عضو الاتحاد إلى وجود نقص شديد في المواد الطبية، مُنوهاً إلى قيام الجيش السوري بقصف صيدليات والسيطرة على المستوصفات التي تحوّل البعض منها إلى ثكنات عسكرية على حد تعبيره.
وفي درعا ذكرت لجان تنسيق محلية أن قوات الأمن أطلقت النار على مدنيين حاولوا منعهم من اعتقال أحد الناشطين بعد نصب كمين له، ما أدى إلى إصابة خمسة جراح أحدهم خطيرة.
القصف لم يستثن البيوت
وقال متحدث باسم لجان تنسيق محلية في المدينة، إن حملات مداهمة واعتقالات جرت في الصنمين وطفس، فيما خرجت مظاهرات مسائية رغم تواجد الدبابات في مدينة داعل، لافتاً إلى مقتل جندي خلال ساعات المساء الأخيرة على الحاجز الشمالي لمدينة داعل في مواجهات جرت بين بضعة عناصر أعلنوا انشقاقهم مع جنود آخرين من الجيش السوري.
وذكر عضو اتحاد تنسيقيات حوران أن مظاهرات مسائية خرجت في درعا المدينة وحي السبيل والقصور وناحتة وحي الكاشف الذي شهد مظاهرة نسائية. كما خرجت مظاهرة في نوى احتجاجاً على اعتقال قوات الأمن أحد الطلاب من المدرسة بعد اقتحامها.
وفي إدلب قال الناشط محمد فيزو إن المدينة شهدت تحليقا للطيران الحربي فوق جبل الزاوية، لافتاً إلى سماع أصوات انفجارات قوية ترافقت مع إطلاق نار كثيف شمال سراقب التي اقتحمتها قوات الأمن والشبيحة، وأطلقت النار بكثافة على مشفى الشفاء.
وأضاف فيزو نقلاً عن الجيش السوري الحر، أن الأخير قام بتدمير حاجز كفرنبل على حدود حزارين، وقتل وأسر معظم الشبيحة فيه، فيما هرب الباقون حسب زعمه.
