أفاد شهود عيان في اتصالات مع "العربية" أن الحياة الطبيعية عادت من جديد إلى مدينة الداخلة عقب ساعات استثنائية عاشتها المدينة خاصة يوم الأحد المنصرم عندما انتقلت أحداث شغب من ملعب كرة القدم إلى شوارع المدينة المعروفة بهدوئها وبإقبال السياح الأجانب عليها بحثا عن الشواطئ الطبيعية والأسماك الطازجة.
هذا وأعلنت الحكومة المغربية اليوم الأربعاء أنها لا تستبعد أية فرضية في أحداث العنف التي شهدتها مدينة الداخلة في منطقة المحافظات الصحراوية في أٌقصى الجنوب الغربي للمغرب، وأنها "باشرت تحرياتها بدقة وهدوء"، والاعتقاد لدى الحكومة اليوم هو أن الأمر يتعلق بأحداث شغب مرتبطة بمباراة في كرة القدم مع عدم استبعاد وجود فرضيات أخرى يجب التعامل معها.
وبحسب خالد الناصري وزير الإعلام المغربي، في الندوة الصحافية الأسبوعية التي تعقب الاجتماع الحكومي، فمن البديهي أن ما "حصل ليس عفويا"، وأن هناك أياد خفية تتحرك من وراء الستار"، مشيرا إلى أن الحكومة لن تتهم أي طرف حتى تتوفر لديها العناصر اللازمة حول ملابسات هذه الأحداث، قبل أن يؤكد بأن التحريات القضائية في هذه الأحداث تجري تحت إشراف النيابة العامة بالعيون.
وخلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة المغربية، عبرت عن استنكارها القوي وشجبها المطلق "لأحداث العنف والأعمال الإجرامية"، التي عرفتها مدينة الداخلة يوم الأحد الماضي، 25 سبتمبر موضحة بأن هذه الأعمال تتنافى مع القيم النبيلة للشعب المغربي، وجددت الحكومة حرصها على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أمن المواطنين وتأمين استقرار المناطق المنتمية لمنطقة المحافظات الصحراوية.
ويعود شريط الأحداث ليوم الأحد المنصرم، عندما تحول ملعب لكرة القدم، مباشرة عقب نهاية الشوط الأول من مباراة النادي المحلي لمدينة الداخلة مع نادي مدينة المحمدية في كرة القدم، لتنتقل الاشتباكات من الملعب صوب شوارع المدينة، لتخلف المواجهات ما بين شباب المدينة مقتل 8 أشخاص، وخسائر مالية في السيارات والمباني.
وبحسب معطيات حصلت عليها العربية، فإن فريق مدينة الداخلة لكرة القدم الذي يلعب في درجة الهواة خسر بـ 3 أهداف لصفر في منازلة نادي مدينة المحمدية، ليقوم شباب من مشجعي النادي المحلي ينتمون لحي "أم تونسي" بأعمال شغب وبالاعتداء على شاب من حي الوكالة، وهو المشهد الذي استغله أصحاب سوابق من أجل توسعة دائرة أحداث الشغب باستخدام العصي والأسلحة البيضاء.
وبحسب الرواية الرسمية للسلطات المغربية، فإن القوات العمومية تدخلت من أجل ضبط الوضع الأمني في المدينة التي اتسعت فيها رقعة المواجهات ما بين سكان حيين اثنين نشبت بينهما مواجهات باستخدام الحجارة، وإقامة حواجز من الحجارة الكبيرة لمنع دخول أية سيارة للأمن، بالرغم من كون هذا الحي معروف بلجوء المهربين والمبحوث عنهم للعدالة من أجل الاختباء فيه بعيدا عن أنظار البوليس.
وبالرغم من الجهود التي قامت بها العناصر الأمنية، وفق مصادر "العربية"، إلا أن تدخلها الميداني لم يحل دون وفاة 9 أشخاص، بينهما عنصران اثنان من رجال الأمن، و4 من المواطنين تم دهسهم بسيارة رباعية الدفع في محاولة لرفع درجة حرارة المدينة المعروفة بهدوئها على المحيط الأطلسي، إلا أن هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تعرف أعمال شغب وتخريب بعد أحداث مماثلة في فبراير الماضي بالتزامن مع مهرجان المدينة.
وأوضحت مصادر لـ"العربية" بأن عناصر من مثيري الشغب ربطوا الاتصال بقيادة بعثة قوات الأمم المتحدة للصحراء والمعروفة اختصارا بالمينورسو، من أجل إظهار أحداث الشغب الناتج عن مباريات كرة القدم، والمعروفة تحت اسم الهوليغنز، على أنها مقاومة، إلا أن شباب وشيوخ المدينة أكدوا على أن الأمر لا علاقة له بأية مطالب سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، شاجبة أي استغلال من قبل البوليساريو لهذه الأحداث على أنها مطالب سياسية.