ROJ-AFREEN
قسم كردستان عفرين
 عدد المساهمات : 93
مستوى النشاط : 4889
تاريخ التسجيل : 16/09/2011
العمر : 38
المهنة : علوم أجتماعية
 | | موضوع: ضرورة أن يصبح الإيزيديون أهل قلم السبت سبتمبر 17, 2011 1:27 pm | |
| في ضرورة أن يصبح الإيزيديون أهل قلم!
دار حوار بيني وبين صديق إيزيدي يدرس في الخارج حول موضوع التعليم وضرورة نشره في اوساط الايزيديين في الوطن والمهجر. إتفقنا على ان الايزيديين بوصفهم اقلية صغيرة ومظلومة بحاجة حيوية إلى التعليم والتحصيل للنفاذ الى المراكز والمراتب المرموقة في كل مكان. العلم وحده قادر على تقويّة مراكز الايزيديين حين دفاعهم عن حقوقهم ومصالحهم.
اعتقد انه من المهم للغاية ان يتابع الايزيديون تجارب الاقليات الاخرى في العالم لكي يستفيدوا منها في الصعود والإرتقاء. هناك حاجة لوضع نظام تربية متطور قائم على تقديس العلم والمعرفة. وهنا تكمن دور العائلة بالدرجة الأولى، وبعد ذلك تأتي بقية الأدوار التراتبية في المجتمع. العائلة الإيزيدية ـ وفي ظل ثورة المعلومات الهائلة والإتصال الكوني السريع ـ مطالبة بتأهيل أبنائها وإرسالهم للمدارس والكليات، لكي تضمن لهم مستقبلاً مضموناً وحسناً. العلم وحده قادر على النهوض بالإيزيديين والأخذ بأيديهم.
سوق العلم في كل مكان رائجة. المتعلم الإيزيدي لديه الفرصة للعمل في كل المجتمعات التي يتواجد فيها ومع كل الحكومات والمؤسسات والأحزاب الكردستانية وغير الكردستانية. لا ضير في ذلك. القاضي الإيزيدي في أرمينيا والوزير الإيزيدي في كردستان والبرلماني الإيزيدي في ألمانيا والنائب العام في السويد، كلهم خبرات إيزيدية ويكملون بعضهم البعض في النهاية. تحدثتٌ عن هذا الشأن في مناسبة أخرى، وناديت بتوطيد مفهوم "المجتمع المدني الإيزيدي"...
***
من الصعب تماماً أو من المستحيل قولبة كل الإيزيديين في إتجاه سياسي واحد. يجب الإعتراف بالتعددية والتنوع، والعمل من أجل خلق نوع من التقارب بين الجميع، كل من موقعه.
أنظروا إلى اليهود في أميركا: نصفهم مع الحزب الجمهوري والنصف الآخر مع الحزب الديمقراطي. هم موجودون دائماً في الحكومات التي يٌشكلها كِلا الحزبان، ولكن ولائهم (كلهم) دائماً لمصلحة الجماعة التي يمثلونها.
الآن الثقل الإيزيدي الأكبر موجود في إقليم جنوب كردستان وفي ألمانيا. يجب التركيز جيداً على هاتين الساحتين لأن ضمان أمن الإيزيديين والتخطيط الجيد لمستقبلهم في هاتين الساحتين سيؤثر على وجود الإيزيديين "تحت الشمس"...
قلتٌ ذات مرة لصديق سرياني، تصور لو كان كل السريان الموجودين في المهجر في مكان واحد، ولم يتشتتوا هكذا بين السويد وألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا وسويسرا، لكانوا استطاعوا ان يشكلوا قوّة مؤثرة للغاية، مثل الأرمن في فرنسا مثلاً. لو تجمعّ السريان كلهم في مملكة السويد ( وعدد سكانها 9 مليون نسمة) لشكلّوا جاليّة كبيرة ذات وزن وتأثير كبير. أما وجود 100 ألف منهم في ألمانيا ذات ال 82 مليون نسمة، فلن يؤثر كثيراً.
كذلك حال الإيزيديين، فلو كانوا موجودين في دولة أوروبية صغيرة لشكلوا قوّة أكبر، مقارنة بوجودهم في دولة كبيرة ومترامية الأطراف كألمانيا.
وهذا موضوع آخر على كل حال....
لنعد إلى موضوعنا عن التعليم عند الإيزيديين.
***
لطالما فكرتٌ في تجربة الفنان العالمي عمر الشريف وفي سر عالميته بعد أن كان ممثلاً محليّا لاتتخطى شهرته حدود مصر. السر بإعتقادي كان في إتقان ميشيل شلهوب (عمر الشريف لاحقا) للغة الإنكليزية، وهو الأمر الذي جعّله صاحب الحظ الأكبر بين أقرانه في اداء الأدوار التي تمثل الشخصية العربية والشرقية في هوليود وغيرها. وهنا لاأريد أن أبخس موهبة الفنان العالمي أو أطعن في وسامته الطاغية، أيام زمان...
زبدة الكلام هي أنّ تعلم اللغات والتخرج من الجامعات والإنضمام إلى الأحزاب السياسية أمور لايجب أن يهملها الإيزيدي في أي مكان يتواجد فيه. انها "باسبورت عبور" الإيزيدي في هذا العصر بعد أن ذهبت الأوراق الأخرى، من "سطوة جغرافية" و"إنتشار ديمغرافي كبير" أو" إقتدار إستراتيجي رادع" أو "وجود حليف قوي".
لذلك على الإيزيديين أن يصبحوا أهل قلم...
| |
|
