"مازوت.. مازوت" لم نعد نسمعها في شوارع "قامشلو"

شتاء هذه السنة أقبل على الشعب السوري في أجواء مختلفة عما شهدته السنوات السابقة، فالشعب السوري يمرّ الآن في مرحلة ثورة ويخرج بالآلاف إلى الشوارع ضدّ النظام البعثي الذي حرمه من أبسط حقوقه الإنسانية.

واتبع النظام سبلاً مختلفة لإخماد الثورة ومن إحدى هذه السبل تقليص كمية الوقود المقدّمة لمحطّات المحروقات واللازمة لسدّ احتياجات المواطنين من هذه المادة، والتي تعتبر الأساس في تسيير الأعمال الزراعية والصناعية والتجارية والخدمية والاجتماعية.

نقص المازوت ووصوله إلى درجة الانعدام في بعض الفترات نتج عنه حدوث شلل جزئي في المجتمع والذي اثّر بشكل سلبي على سير العملية الحياتية للسكان.

وبهذا الخصوص استطلعت وكالة فرات آراء البعض من الفئات المختلفة لعامة الشعب.

حيث تحدّث السائق "أبو سعيد" من مدينة "قامشلو" قائلاً: "أقف ساعات طويلة بين طوابير السيارات لأحصل على بضع لترات من المازوت، في حين يحصل بعض الأشخاص على الكمية التي يريدونها و بدون انتظار مستغلين سلطتهم في الدولة".

وتطرق إلى حادثة حصلت أمام ناظريه في محطّة الشرق للمحروقات كيف أن أكثر من ستة أشخاص حاولوا اخذ المازوت دون التقيّد بدورهم مستغلين لسلطتهم، الأمر الذي رفضه صاحب المحطة وسائقي السيارات المتواجدون في المحطة مما أدى إلى حدوث عراك بينهم، وكيف قام أولئك الأشخاص بنشر الفوضى في المحطة وتحطيم نوافذها.



ومن جهته قال "حسن عنتر": "أنا أبحث منذ شهرين عن المازوت اللازم لتشغيل الجرار من اجل أن أزرع أرضي"، مشيراً إلى أن بعض أصحاب محطات الوقود شكلوا لأنفسهم جماعات من "الشبيحة" التي تأخذ المازوت بالقوة لتقوم ببيعه بعد ذلك بأسعار عالية للمواطنين.

كما أضاف بأن أصحاب محطات الوقود تقوم بتعبئة صهاريج المازوت وتوزيعها على الذين يدفعون سعراً أغلى للتر الواحد.

واختتم كلامه قائلاً: "أدعو إلى تشكيل لجان شعبية تشرف على تنظيم توزيع المازوت على الشعب دون تمييز بين فقير أو غني".

الحقوقية "ه . ط" والتي تحدثت من جهتها بأن مادة المازوت هي عصب الحياة والمورد الأساسي للدخل القومي، ومن أجل هذا يتم استغلال هذه المادة من قبل الفرد والمجتمع والنظام. مشيرةً إلى أن أصحاب محطات الوقود تتعامل مع أشخاص محددين و الذين بدورهم يقومون ببيعها للأناس العاديين وبأسعار عالية، فيما يحرم أصحاب الدخل المحدود من هذه المادة.

كما أكدّت بأن النظام يعرف مدى أهمية المازوت في سير الحياة اليومية للإنسان فيعمد على تقليل الكمية المعروضة حتى يوجه فكر الشعب في كيفية تأمين هذه المادة وتحويل نظره عن الممارسات القمعية للنظام ضد الشعب.

وطالبت في نهاية حديثها بضرورة تشكيل لجان شعبية تضم كافة فئات المجتمع و كافة الأحزاب و الأطياف لتشرف على سير العملية التنظيمية داخل المدينة في ظل وقوف الحكومة موقف المتفرج والداعم للفوضى العارمة الحاصلة.

أما السيدة "دنيا" تحدثت قائلةً: "زوجي يتقاضى 200 ليرة سورية فقط في اليوم وهذا المبلغ لا يكفي لسدّ رمق الجوع فكيف لي أن أؤمن مبالغ إضافية لشراء المازوت في ظل تحكّم أصحاب محطات الوقود بها ورفع سعر اللتر الواحد عن السعر الأساسي و المقدر ب (15) ليرة، لذا استبدلت مدفئة المازوت بمدفئة حطبية تؤدي إلى ملء جوّ الغرفة بغاز ثاني اوكسيد الكربون الضار بصحة أطفالي".

"ويبقى اللغز الذي يحيّر الجميع أين يذهب كل هذا الإنتاج النفطي في ظل وجود حوالي ألفي بئر نفطي في حقول الرميلان فقط"